saralabelle عضو جديد
عدد الرسائل : 5 تاريخ التسجيل : 04/03/2007
| موضوع: **الحب والطلاق تحت سقف واحد** الأحد 04 مارس 2007, 12:56 | |
| الحب والطلاق تحت سقف واحد الحب توأم الحياة الزوجية,هو الذي ينعش شريان العلاقة بين الطرفين,فلماذا لانغذيه دائماً بالبسمة,والمعاملة الطيبة,والاقتراب النفسي قبل الجسدي,فيشع العش الزوجي بالدفء والحنان بدلاً من الجفاء تحت سقف واحد؟حينما تذبل العلاقة الزوجية وتخبو من عشها جذوة الحب ندرك أننا أمام مؤشر خطير له تبعات نفسية واجتماعية كثيرة.فالشكوى,والتذمر,والصراخ,والبكاء,والعنف في التعامل مع الناس والاشياء,وإثارة قضايا تافهة وتضخيمها,ثم صعوبة التكيف مع الطرف الآخر,ونوازع غضب ومشاعر قلق تصرخ في الوجدان,كلها معان واضحة لانفصال نفسي بين الزوجين,فثمة غاية جوهرية لرابطة الزوجية المقدسة قائمة على السكن والمودة وذوبان طرفي الزواج في كيان واحد,ليصبحا نفساً واحدة تتألم لآلام الآخر وتفرح لافراحه.ففي مجتمعنا تبرز ظاهرة غير صحية قد يتجاهلها البعض,أو يظنها أمراً لاقيمة له بينما هي في الحقيقة تعكس صورة مشوهة لوضع فطري طبيعي بين الرجل والمرأة.وقد يتساءل البعض:ماالسبب في هذا التداعي المستمر لصرح الرباط المقدس وانحراف الاتجاه الطبيعي الذي خطه الله سبحانه للبشرية(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن).نجد أن التصور الفكري الخاطىء للعلاقة الزوجية يدفع كلا الطرفين الى الانغماس الذاتي المتضخم في مساحة خاصة بعيدة عن الطرف الآخر,فالنظرة المادية والبعد الاجتماعي للزواج جعلا الرجل والمراة يتحركان ضمن هذا المنظور الضيق,فهو يتزوج لأنه يحتاج اجتماعياً الى هذه المؤسسة,وتعلن هي موافقتها كي لا يفوتها قطار الزمن وتسقط الثمرة ذابلة,والمجتمع يشير دوماً باصابع قاسية الى العزاب وكأنهم فئة منبوذة,فيندفع هؤلاء الى الزواج المندفع والاختيار المتهور,دون التروي والتدبر في هذا الأمر.قد لايكون رأي البعض على هذه الشاكلة,لكن هناك فلسفة الاختيار وتحديد الهدف والغاية,ثم الاسلوب الواعي والمتفهم في اختيار شريك الحياة والنظرة الموضوعية لظروف الطرفين.فلم يفكر الرجل كيف يحب المرأة ويسعدها!ولم تفكر المرأة كيف تكسب قلب الزوج وتحتفظ به حبيباً للأبد,يضمهما عش جميل وبيت فاره مؤثث بأفخر الأثاث,لكنه مبني على الحقوق والواجبات المفروضة بواقع الحياة المعيشية,دون أن يحركهما الحب والرغبة في كسب قلب الآخر,فقلباهما متباعدان.متنافران,الوسادتان معرضتان عن بعضهما,نبرة القسوة تفوح من سلوكهما,كأنه مفروض عليها وكأنها عبء عليه,وهذا الاتجاه النفسي غير صحي,إذ ينبغي أن تذوب المشاعر في بعضهما,لتصبح الأمور المعيشية طريقاً لاستمرارية هذا الحب,لأنه يتم برغبة وعطاء واقبال مفعم بالأمل,حينذاك سيتسامى الزوجان عن المنغصات القليلة,ويستبشران بلقائهما اليومي صباحاً ومساءً!قد لاتوجد هناك حلول ثابتة أو قاطعة,فكل علاقة باردة لها أسبابها,لكن يمكن أن نقول :إنه مازال في الزمن بقية ليدفع الزوجان عن حياتهما شبح الرتابة والملل,لتدب في أوصال علاقتهما المقدسة دماء حارة جديدة فيقطفان ثمار الأمل من جديد تحت اشعاع شمس مشرقة بالنور والتفائل,فلتفكر الزوجة لماذا أصبح همسها صراخاً,ومرحها عبوساً؟فالشجرة اليابسة قد يدب في أغصانها الاخضرار من جديد لو سقيت ماءً وضوءاً وحباً.النفس البشرية قادرة أن تتغير (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).قلب الإنسان قابل للتشكيل من جديد,حينما ينزع غشاوة الوهم عن البصيرة وتلتقط محاسن الطرف الآخر وصورته المشرقة وملامحه الرائعة في بواكير الزواج,فتحرك شعوراً ضامراً دفيناً مغروساً في الأعماق,تنفض الغبار عن التقاطيع الباهتة ليسطع بريقها مجدداً,ناهيك عن الحوار الهادىء الذي يتوهج حساً وشعوراً,يدفع الطرف الآخر الى تقبل شريكه وتفهم نفسيته.الترنم "بلغة الحنان",تلك اللغة بالغة الأثر في النفس,فهي بلسم الجروح,قد تتفجر من معاملة قاسية أو تصرف جاف,فالمريض يحتاج الى علاج وفيتامينات ليشفى,هكذا الزواج حينما تمرض فيه المشاعر والعواطف,تستطيع تطبيبها بفيتامين الحب والتودد الرقيق ثم التغاضي عن الأخطاء العارضة.لماذا نحصر جل اهتمامنا بالاولاد ونظنهم الثقل الأكبر الذي يحفظ للعلاقة الزوجيو استمراريتها,لابد أن يكون دافع الاستمرارية وغاية تربية الأولاد الحب,وقناعة الطرفين ببعضهما,إيمان كل منهما بالآخر,والاعجاب بمواقفه واحترامه,والتضحية من اجله كأعز حبيب,هذه النزعة المتضخمة عند الزوجين لتناسي حاجتهما الى الاقتراب النفسي لاالجسدي المكاني متعللين بالاولاد,بالرغم من أن توطد حبهما سينعكس على الاولاد,فيزداد التلاحم والتجاذب,فتشع في البيت انفاس هادئة ملؤها التوازن والقوة والعطاء,بينما تنافر الزوجين يعني حياة مضطربة,اجواء قلقة,نفوساً وعذبة,أرواحاً واهنة يمزقها الجفاء والجفاف,فيصبح الزوجان كالمطلقين تحت سقف واحد لاتجمعهما إلا ورقة الزواج القانونية والصيغة الشرعية.المهم هو جوهر العلاقة,الحس النابض بالحياة يتسلل الى عروق الزواج فيثير فيها مشاعر تطهر الطرفين من جراثيم الكره والحقد والنفور,فالحب توأم الحياة,بل اكسير الزواج يحافظ على صحة الزوجين الجسدية والنفسية ويضفي رغبة طافحة بالعطاء والتجديد,سواء داخل البيت أو خارجه. | |
|
ابن TIFIRT البار عضو
عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 06/02/2007
| موضوع: رد: **الحب والطلاق تحت سقف واحد** الأحد 04 مارس 2007, 12:57 | |
| شكرا أختي الحبيبة على موضوعك الرائع دمتي بكل حب | |
|